رواية بقايا عاشق الفصل الثالث بقلم شيماء عثمان
تصبح حياتنا عبارة عن هموم...أحزان... آلالام ،تظل معنا طوال الوقت، تمحى مشاعرنا، تجعلها تالفة لا حياة فيها، نصبح كالصخور التى تفتتها موجات البحر، ولا تعبأ ولاتقاوم.
الظابط :مطلوب القبض عليك
عز :ليه ياحضرت الظابط؟
الظابط:بتهمة قيادة السيارة وهو مريض صرع، وكمان أتسبب فى حادثة
حياة بسرعة:وأنا ماقدمتش بلاغ
شعرت حياة بنظراته المرتبكة، التي يخفى خلفها آلم عميق ،وشعور الضيق الذى سيطر عليه ؛بسبب معرفة مرضة لبعض الناس
اسر:تمام أنا جاي مع حضرتك
إسراء ببكاء :تروح فين يا آسر؟
أوعى تمشي
رواية بقايا عاشق الفصل الثالث - شيماء عثمان
آسر:متقلقيش عليا، عز خلي بالك من ماما وإسراء
عز :ياعم إيه الكلام ده، أنت هتخرج متقلقش، أنا هاجى أنا والمحامى، ونخلص الموضوع
حياة:حضرة الظابط ،أنا مش هشتكى عليه، هتخده ليه؟
الظابط :بتهمة إنه ممنوع من قيادة السيارة سار آسر معهم بخطوات جامدة ، لا تعبأ بأى شىء
حنان:آسر فى إيه وخدين ابني على فين؟
عز : ماتقلقيش ياطنط، خدي إسراء وروحوا
حنان:نروح فين يابنى؟
هو ابنى ناقص!
عز :معلش يلا روحى بقى، أنتِ وإسراء، وأنا هطمنك عليه، وهجيبوا لحد عندك، وعد منى
بكت حنان وإسراء كثيراً على مايحدث له، فهم يشعرون به ،عندما يكون الموضوع متعلق بمرضه
*********ﻻ حول وﻻ قوة إلا بالله*********
فى القسم
عز :ها يا أستاذ أيه العمل
المحامى :ماتقلقش، هو هيبات هنا للصبح، وبعد كده هندفع غرامة، ويخرج
عز:طب ماينفعش تخرجه دلوقتى؟
المحامى:لا ماينفعش، وبعدين أحنا الفجر يعنى كلها كام ساعه، والنهار يطلع
عز :خلاص ماشى ،ربنا يستر
*************
داخل الحجز
دلف آسر الحجز ،وجلس على الأرض، وضم قدميه ووضع عليهم رأسه من شدة الصداع ،الذى يشعر به
سعيد:شرفت ياأخ
آسر: ...........
سعيد:مبتردش ليه ولا القطة كلت لسانك؟
آسر: ..........
عباس :ماترد على المعلم يالا
رواية بقايا عاشق كاملة بقلم شيماء عثمان
سعيد:لا من الواضح كده أنت عايز حفلة استقبال رحبوا بيه يارجاله
ظل المساجين يسددون له العديد من اللكمات المبرحة ،التى جعلت الدماء تسيل من جسده ،وظل هو فى حالة صمود ،لم يحاول حتى الدفاع عن نفسه وكأنه يطلب المزيد؛ لمعاقبة نفسه على مافعله
زادت حدة اللكمات، والتى جعلت تلك العضلات تتنشط، وتتسبب فى ظهور تلك النوبات الاختلاجية التى تجعله لا يدرى بأي شىء حوله ،وظل جسده يرتعش بشدة، ويصدر العديد من الأصوات، وتتخبط رأسه فى الأرض ،وتحول لون عينيه إلى الابيض الذى جعل كل المساجين يبعدون عنه، ويرتعبون من تلك الحالة، التى أصبح عليها
عباس:يانهار أسود ! الراجل ملبوس
سعيد:تفتكر ... دي تبقى وقعتنا مهببة
عباس:أيوه لون عينه بيقلب اهوه، العفريت هيطلع دلوقتى ،يا ليلة سودا
ظل المساجين مرتعبون منه، حتى استرخى جسده وفقد وعيه تماما
سعيد:نشفت ريئى ياعباس، ده شكلو تعبان عادي
ثم طرقوا على الباب
العسكرى:ايه فى ايه الدوشة دي
سعيد :المسجون الجديد تعبان
العسكرى :عملتلوا أيه ياوش المصايب، يخربيتك الواد وشو باظ
بدأو يحاولون أفاقته، وبالفعل استرد وعيه ،وجلس فى إحدى الزوايا،وظل يبكى حتى آتى الصباح
*********صلى على الحبيب ***********
فى المشقى
حياة :مراد هما هيعملو فيه أيه؟
مراد :واحنا مالنا ياحياة، ماهو اللي غلطان
حياة:حرام يامراد، ده تعبان
مراد:لا ماهو لازم يتعاقب الصراحة، أنتِ كان ممكن يجرالك حاجة
حياة :والحمد لله أنا كويسة
مراد :أنتِ شاغلة بالك بالموضوع ليه؟
وبعدين ماتخفيش، شكلهم معاهم فلوس، وهيخرجو بسهوله
تقى:صحيح اللى اسمو عز ده، طلع دكتور عيون وأدانى الكرت بتاعه، وقالي على أسماء
حياة :لما ندبر فلوس العملية نبقى نروحله
تقى:لا ماهو انا حسيت أنو عايز يساعد
أسماء:لا يا تقى ،مش هتعالج شفقة ،لو أتحكم عليا انى أفضل طول عمرى عامية أحسنلى
تقى:يا سوما أسمعى، ماهو ممكن مثلا يعمل تخفيض على العملية، أو أى حاجة يعنى
حياة:ربنا يسهل ياتقى، أساسا أسماء ف3ثانوى يعنى مش هينفع تعمل العملية دلوقتى، بعد الامتحانات على الأقل
تقى :ماشى أنا فاهمة،بس على الأقل نخليه يكشف عليها، نشوف هيقولها إيه
حياة :ربنا يسهل ياتقى
********استغفر الله العلي العظيم********
أطلقت الشمس ضوءها ،بأعلان يوم جديد
استيقظ آدم من فراشه، وإتجه إلى الخزانة، وقام بإرتداء سروال من اللون الأسود ،وقميص أبيض وفوقه بدلة سوداء، ثم قام بتسريح شعره الأسود الكثيف، ونثر من العطر الرجولى الخاص به؛ ليستعد للذهاب إلى شركته ،التى يمتلك بها 40%من الأسهم ويمتلك آسر 60%من باقى الأسهم، وتوجهه إلى سيارته لقيادتها
**********ﻻ إله إلا الله *********
فى القسم
عز :دي مهزلة، مين اللي عمل فيك كده؟
آسر:عز سيبنى أروح، أنا مش فايق
عز:لا مش هتروح الفيلا المهجورة، اللي انت عايش فيها دي
آسر بعصبية :عز الفيلا ديه بتاعتى أنا وسمر ،وعشت فيها أجمل أيام حياتى
عز:ودلوقتى بتعيش فيها أتعس أيام حياتك
آسر :مش هتفرق، أنا كده كده بعيش أتعس أيام حياتى ،سواء فى الفيلا دي أو غيرها
عز:طب فكر فى أمك وأختك ،ها ولا انت مش بتفكر غير فى نفسك
آسر بصدمة:أنا مش بفكر غير فى نفسي
عز:أيوه ،لماتسيب مامتك وأختك لوحدهم، تبقى آناني، آسر انت عندك حاجات حلوه، كتير ركز عليها أنت عندك ام وأخت بيحبوك، غيرك بينمنى يكون عنده أهل، أنا ساعات بفضل أفكر، لو كان عندى أهل ياترى حياتى كانت هتبقى أزاي؟ ماتخليش العمر يجرى منك ياصاحبي فكر في اللي في أيدك قبل مايضيع
آسر بهدوء:وصلنى فيلتي يا آسر، من غير ولا كلمة وإلا هنزل أخد تاكسى
********ﻻ حول وﻻ قوة إلا بالله *********
فى المشقى
تقى :يلا يا سوما بقى ،أنا جبتلك هدوم المدرسة ألبسيها ؛عشان أوصلك
أسماء :لا ملوش لزوم
تقى :لا أزاى ملوش لزوم ،يلا ياحبيبى
أسماء :حاضر
حياة :شكرا يا توتى
تقى :بس يا هبلة أنتِ، ده أنتِ أختى، إلا قوليلى مالك ،أبوك ومراد برة الأوضة ،أحكي بقى
حياة :بصراحة قلقانة على آسر أوى
تقى :نعم ياختي؟
هو أنتِ وقعت ولا إيه؟
حياة :ماعرفش ياتقى بقى، بس عيونه فيها لمعة حزن قطعت قلبي
تقى:آه بصراحة، الواد عليه جوز عيون عسلي تهبل
حياة :أيوه ياتقى عيونه حلوة أوى
مراد :مين ده اللى عيونه حلوة يابت
تقى :أهو أخوكى ده بيدخل فى أوقات غلط عيون ممثل يامراد ممثل
مراد:ماشى ياختي ،همشيها ممثل
أسماء:أنا لبست ياتقى
تقى :حاضر ياحبيبتى ،تعالى أظبطك الأول، وبعد كده نمشى
ثم أوصلتها إلى المدرسة
*********صلى على الحبيب*************
دلف إلى فيلا ذكرياته، وهو لا يستطع السير فكان عز يسنده حتى لا يتعثر
آسر :متشكر ياعز
عز:مش هرد عليك، أنت مبهدلني معاك آه، بس مفيش بينا الكلام ده
آسر بابتسامة:ربنا يخليك ليا ياصاحبي صحيح عايزك فى خدمة
عز:قول ياسطا😩
آسر:عايزك تاخد عربية حلوة من المعرض بتاعي وتديها لمراد أخو حياة
عز:ماشى بس أشمعنا
آسر :عشان أنا بوظت عربيته، وكمان هى عربية شغله
عز :خلاص ماشى ،هتعوز حاجة أنت
آسر :لا انا هنام
عز:ماشى يلا سلام
آسر :صحيح أستنى
عز:ايه يخربيتك
آسر:حاسب على مصاريف حياة بتاعةالمستشفى
عز :ماشى ياعم تؤمر بحاجة تانى،يعنى مش عايزنى اغسل سنان،حد، أحمي حد بالمره
آسر:لا لما أعوز هقولك، يلا امشى بدمك التقيل ده
عز :ماشى ياسطا😒
ذهب عز وأتى بسيارة من موديل فاخر ،واتجه إلى المشفى، وخرج من السياره ،واستقل داخل المصعد
عز:صباحو جر شكل
تقى :صباحو تناحة، أيه اللى جابك ؟
عز :جاى اتفسح، تتفسحي معايا
تقى:لا مابتفسحش مع حد غريب
اتجهوا معنا إلى غرفة حياة
عز :صباح الورد
حياة بلهفة:هو أستاذ آسر خرج ؟
عز بابتسامة:آه الحمد لله لسه خارج
حياة :طيب الحمد لله
عز:احم طيب أستاذ مراد ،ممكن دقيقتين برا
خرج مراد مع عز
مراد :خير
عز:آسر بيعتذر منك، إنه مجاش، بس هو كان عايز يرتاح، وبعت معايا مفاتيح العربية،وأنا جبتها تحت ممكن حضرتك بس تنزل تشوفها
مراد :آه تمام
اتجهوا إلى خارج المشفى
مراد :لا طبعا لا يمكن أقبل بالعربية ديه ،شكلها غالية أوى، وده مش من حقي
عز بابتسامة :لا والله خلاص مش هترجع ،أركب يلا وتعالى جربها
مراد :لا معلش، انا هقبل بعربية نفس موديل العربية اللي باظت غير كده لا
عز:خلاص تعالى معايا المعرض، وشوف العربيه المناسبة ليك، يلا أركب
استقل مراد وعز داخل السيارة
عز:صحيح انا قولت للانسة تقى تجيبلي اختك الصغيرة العيادة، انا دكتور عيون، وإن شاء الله هعمل اللى هقدر عليه
مراد :متشكر لذوقك، بس أنا أختي محتاجه عملية تتكلف 200ألف، وأنا لما أجمع المبلغ ده ،هعملهالها
عز:طيب تيجى تكشف الأول، وبعد كده نبقى نشوف العملية، والموضوع ده، ماتخفش انا دكتور شاطر😋
مراد:حاضر ومتشكر جداً ،وسورى يعني على طريقتى معاك، من الواضح انك إنسان محترم
عز:ده من ذوقك، وبعدين أنا مقدر الحالة اللى كنت فيها ،ولا يهمك يلا وصلنا
اتجهو داخل المعرض الذي ابهر مراد
مراد:ماشاء الله المعرض حلو جدا
عز:ده معرض آسر ،يلا بقى أختار العربية
وبالفعل أختار مراد سيارة بنفس موديل سياراته السابقة، وشكر عز وذهب مره أخرى إلى المشفى
عز:ألو يا طنط الحمد لله عز خرج
حنان :برضو مرضيش يجي على هنا
عز:والله أنا حاولت معاه، بس هو دماغه نشفة
حنان :ماشي ياحبيبى شكرا
عز :على أيه بس يا طنط انا بعتبرك امى، ولا أنتِ مابتعتبرنيش ابنك ،ولا ايه؟
حنان :لا طبعا ياحبيبي ربنا يعلم غلاوتك عندي
عز:ماشى ياست الكل ،فى رعاية الله
*******ﻻ حول ولا قوة إلا بالله********
ظل جالس على فراشه، وبيديه زجاجة العطر الخاصة بها ،التي كان يعشقها، التي كانت تأخذه إلى عالم آخر
ولكنها كانت ممزوجه برائحتها ،والآن هى تحت التراب؛ بسبب إهماله هو
(فلاش بااك منذ 6سنوات)
آسر:سمور........ أنا عايز أزازة برفيوم من بتاعك
سمر باستغراب:هتعمل بيها أيه؟
ولا تكنش هتديها لحد هدية
آسر:لا طبعا، الريحة دي خاصة بحبيبتى بس
سمر بإبتسامة:أومال عاوزها ليه بقى
آسر:عشان بتوحشينى أوي، عاوزها عشان كل أما توحشينى أشمها ،وأحس بوجودك
سمر:بتحبني للدرجادي
آسر :وأكتر كمان
آدم:ولا أنت وهى أتنيلوا ،واقفين تحبوا فى بعض
آسر:ياساتر عليك يا آدم ،أمتى بقى تجوزهالي
آدم وهو يضحك:والله يابني أنا مش عايز حد ياخدها مني دى نصي التانى
آسر :لا انا مش هاخدها منك
سمر :طبعا يا آدم
آسر :أنا هاخدها من العالم كله
(باااااك )
أغلق عينيه التي لم تتوقف عن ذرف الدموع وتشبثت يداه فى زجاجة العطر
وفى مخيلته ،سؤال واحد فقط
متى سوف ألقاكي حبيبتي ؟
**********لا إله إلا الله *********محمد رسول الله
حنان:ابنى هيضيع مني
إسراء :لا يا ماما متقوليش كده، آسر هيرجع زى الأول، أنا واثقة من كده
حنان :هيفضل عايش على الماضى كده لحد أمتى
إسراء :أكيد هينسى يا ماما
حنان :لو مليون سنة، مش هيقدرو يمحوا الحب
الحب ده شىء متصل بالروح مش هينتهي ويتقطع غير بانتهاء الروح، يارب يصبرك ياحبيبي يارب
**********صلى على الحبيب*********
فى مكتب آدم، ظل يعمل حتى يشغل نفسه عن تلك الأفكار، ولكن ما باليد حيلة، فتلك الأفكار تلازمه
(فلاش بااك منذ 8سنوات )
سمر:يا آدم أنت مش موافق على خطوبتي من آسر ليه ده حتى صاحبك؟
آدم:عايزة تبعدي عني ياسمر!
سمر :حبيبي عمري ماهبعد عنك، ده انت توأمى
آدم: وعشان توأمك بقى أنا مش هقدر ،أنا مش هقدر اعيش وأنتِ مش معايا ،مش بعرف أعمل حاجة وأنتِ مش معايا .
سمر:وأنا قولتلك تروح لدكتور يا آدم ؛عشان ديه مشكلة عندك من واحنا صغيرين، لازم تتعالج
آدم :وأنا مش مجنون عشان أتعالج ،أنتِ توأمي وطبيعي اني أبقى متعلق بيكِ
سمر:لا يا آدم اللي أنت فيه ده مش طبيبعى، من وأحنا صغيرين ،والمدرسين نفسهم كانوا بيقولو لماما إنها تعرضك على دكتور، وهما أهملوا الموضوع أنا مش قصدى أنى أضيقك والله ،بس أنا خايفة عليك
آدم بحزن:خلاص ياسمر، هوافق على خطوبتك من آسر ،بس مش هروح لدكاتره، أنا مش تعبان
(باااك )
فاق من الذكريات المقتحمة حياته، وأمسك بيده زجاجة ماء تناول بها أقراص المهدئ الذى أصبح لا يعيش بدونه، ووقف واتجه إلى خارج الشركة واستقل داخل سيارته ،وأشعل محرك السيارة
ظل يمشي في الطريق ،وهو لا يعلم ماهي وجهته حتى استمع إلى صوت صريخ فتاة يأتي من جهة اليمين ،تتبع الصوت حتى نزل من سيارته ،ووجد 4شباب يحاوطون فتاة تصرخ بشدة ،فأتجه إليهم دون أن يفكر
آدم :أبعد يالا أنت وهو
أحد الشباب :ألعب بعيد ياض
غلى الدم فى عروقه ؛فأخرج المسدس من جيبه
آدم:يبقى ناوين على موتكم النهاردة
أحد الشباب :أجرى يلا ده معاه مسدس
وبالفعل فر الأربع شباب فورا
أتجه آدم إلى الفتاه التي كانت تغطى وجهها بايديها ثم رفع يديها من وجهها، وإنصدم مما رأه