كان حاويًا لا غُبار!
في المرة الأولى غطى قبعته بمنديل وتمتم تمتمات فأخرج منها عصفورًا مذعورًا طار في تخبط، وقد صفقت بحماس لكن أخي قال في ترفع: "نصّاب!"
في المرة الثانية شعوذ شعوذاته على القبعة فأخرج أرنبًا خاوي النظرات رقبنا في ذهول ثم قفز مبتعدًا، وقد احمرّت يديّ تصفيقًا لكن أخي قال منفعلاً: "مشعوذ محتال!"
ثم هب واقفًا وقال:
"أنت تخفي هذه الحيوانات صغيرة الحجم في المنديل الذي تغطي به القبعة، لا أكثر"
قال له الساحر:
"اختر أي حيوان بالكون أخرجه لك الآن حالاً من القبعة"
قال أخي في تحدٍ:
"عنزة!"
نشر الساحر منديله على القبعة، ردد ألغازه ثم أزاح المنديل ونظر إلى داخل القبعة، ارتسمت الصدمة في عينه، أعاد تغطية القبعة في سرعة وهو يردد:
"عذرًا عذرًا لقد حدث خطأ إذ أستحضر العنزة.. تكوّن لدي مسخ نصفه الأعلى عنزة ولكن له ساقي رجل!"
صاح الجمهور:
"أرنا إياه! أرنا إياه!"
انسحب الساحر عن المسرح معتذرًا:
"لا أستطيع، ليس مسموح لي"
خرجتُ وأخي إلى خارج المسرح، كان فرِحًا بانتصاره:
"أرأيت! ألم أقل لك أنه نصّاب؟"
"نعم، لقد سحقته بتحديك و...."
وقعت عيناي على ساقي أخي:
"ولكن من أين حصلت على ساقي العنزة هاتين؟"